
مركز دعم التربية الخاصة
وصف عام
يقع مركز دعم التربية الخاصة بالشارقة في مبنى يتبع النموذج الأولي لرياضة اطفال المصمم من قبل مكتب ريس وطوقان للاستشارات الهندسية والذي يعود تاريخه إلى عام 1973، وذلك بتكليف من نظام التعليم العام في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي اختار مخططات نموذجية فعالة بشكل خاص لتلبية الاحتياجات التعليمية الملحة للدولة الوليدة. حيث كان الغرض منه معالجة الموجة الهائلة من التحاق الطلاب بعد اضطلاع الحكومة بمهمة تسهيل الوصول إلى التعليم وإلزاميته مع بدء الاتحاد.
يقع المبنى الذي تبلغ مساحته حوالي 3000 متر مربع على قطعة أرض أكبر محاطة بجدار حدودي من كتلة خرسانة منسوجة، حيث يقع هذا المبنى بين المدرسة القاسمية ومدرسة خالد بن محمد في حي المناخ في الشارقة. وقد جرى تنظيم المبنى حول فناء كان بمثابة ملعب للأطفال في الهواء الطلق، وهو محاط برواق مغطى يسمح بالحركة في منطقة مظللة بين ما كان سابقًا مبنى الإدارة الواقع بالقرب من المدخل مع مكتب الاستقبال والانتظار وغرف المدراء والمعلمين والجناحين التعليميين ال موجودين على جانبي الفناء. يحث يحتوي كل جناح على ثلاثة فصول دراسية مربعة حول مساحة كبيرة متعددة الأغراض. مكانيا، يشتق هذا النموذج الاولي من وحدات نمطية مربعة تبلغ مسحتها ستة في ستة أمتار للفصل الدراسي واثني عشر مترًا في اثني عشر مترًا للصالة متعددة الاغراض. كما يمتد نسج المساحات الداخلية والخارجية الى داخل الأجنحة، حيث يحتوي كل فصل دراسي على فناء خارجي مظلل خاص به. وتفتح الفصول الدراسية والفناء معا على المنطقة المشتركة للجناح بقاعتين كبيرتين مربعتين متعددتي الأغراض. كما توحي بعض الرسومات الأرشيفية، يمكن للقاعات الكبيرة متعددة الأغراض والفصول الدراسية أن تتبنى مجموعة متنوعة من تكوينات الأثاث، مما يشير إلى مخطط شديد الانسيابية وقابل للتكيف. علاوة على ذلك، تتميز الروضة الاطفال بسقوف هرمية مميزة، 12 منها أصغر فوق الفصول الدراسية و4 أسقف أكبر فوق قاعات متعددة الأغراض. ونظرا لأن قطعة الأرض محاطة بالجدار المنسوج، فلا يمكن من الشارع سوى رؤية الأسطح الهرمية الخرسانية المسلحة المتميزة.
في الوقت الحالي، فقد المبنى بعضا من صفاته المكانية من الداخل والخارج حيث تم تحويل الفصول الدراسية الخارجية المجاورة للفصول الدراسية الداخلية ذات السقف الهرمي الى مساحات داخلية ذات سقف معلق، وبالتالي لم تعد الفصول الدراسية الممرات الأكبر تستقبل ضوء النهار كما كان مخططا في النموذج الأولي وكما يمكن رؤيته في رياض الأطفال الأخرى التي تتبع نفس النموذج الأولي - (المرجع: روضة كلباء). كما تمت تغطية الأسقف الهرمية لبعض الفصول الدراسية بأسقف مستعارة، وطلي السطح الخارجي للمبنى باللون البيج، وهو بالتأكيد ليس اللون الأصلي. كما تم تغيير معظم الأرضيات الأصلية واضيفت ارضيات لتغطية الفناءين، ومع ذلك يبدو أن مختلف المستخدمين المختلفين ما يزالون يستمتعون بالمبنى ونعتقد أن كل هذه التغييرات قابلة للعكس.
المعايير
01
أن يجسّد السمات الجمالية أو المادية أو المعمارية المميزة للاتجاهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لفترة معينة.
02
أن يعكس أداءً بيئياً مستداماً يتم قياسه كماً من حيث استخدام المواد واستهلاك الموارد والأثر البيئي على دورة الحياة بأكملها.
03
أن يساهم في تمكين الهوية الوطنية وإثراء التنوع لدى مجتمع الإمارات العربية المتحدة، أو يُعترف به مكاناً ذا صلة بالذاكرة الجماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
بيان الأهمية
يعكس تاريخ أبنية مكتب ريس وطوقان للاستشارات الهندسية حقبة كان فيها التعليم يحظى بأولوية وطنية عالية في دولة الأمارات العربية المتحدة، وهو أمر الزامي لجميع الأطفال فوق سن السادسة. حيث تم تقديم تعليم رياض الأطفال على مستويين للأطفال الذين تتراوح بين أربعة وستة أعوام في بيئة تعليمية مختلطة. وينظر الى التعليم على أنه المحرك الذي من شأنه أن يحفز المواطنين على قيادة مستقبل دولة الأمارات العربية المتحدة. وكان الوصول الى التعليم العام مجانا وميسرا من خلال توفير وسائل النقل والقرطاسية، والزي الرسمي، ووجبة يومية ومكافأة للطلاب المواطنين على أساس المستوى التعليمي.
يشار الى أن جورج الريس وجعفر طوقان المشهود لهما إقليميا ينتميان الى مجموعة من المعماريين الإقليميين والدوليين الذين نشطوا في دولة الأمارات العربية المتحدة في السبعينيات وأوائل الثمانينيات والذين صمموا وأنتجوا مبان حديثة تستجيب ثقافيا وبيئيا للمتطلبات الجديدة والاحتياجات البرامجية للدولة الناشئة. وقد نجحا في انشاء هوية معمارية جديدة من خلال اعادة تفسير وإعادة تكييف أنماط العمارة التاريخية والعناصر التقليدية مع البقاء على دراية بالحوارات المعمارية الدولية لعصرهما.
ويعيد النموذج الأولي لرياض الأطفال لدى الريس وطوقان تفسير العمارة العامية ويستجيب لترتيب المجموعة الإنسانية وحجمها. حيث يعتمد مخطط الفناء الانطوائي على مفهوم تصميم منطقي لمجموعة من طابق واحد، وينظم مساحات تعليمية مخصصة بالنظر الى مناطق التقارب المشتركة المركزية. ويستخدم الفناء كملعب للأطفال في الهواء الطلق، وهو محاط برواق مغطى يسمح بالحركة بين المبنى الأدري الواقع بالقرب من المدخل مع غرف الاستقبال والانتظار وغرف المدراء والمعلمين والجناحين التعليميين الموجودين في كل جانب من الفناء. وترابط مداخل الجناح بشكل مباشر أكثر من تجربة المبنى التفاعل مع الحجم الحساس والتسلسل المرن للمساحات المفتوحة والمغلقة المنظمة ببراعة والتي رافقت داخلية مشتركة كبيرة للاجتماعات، وفصول دراسية صغيرة للدراسة، وفناءات خاصة لأخذ فترات راحة قصيرة. كما يخلق المبنى تدفقا متوازنا بين المساحات الداخلية والخارجية ووقت التعليم.