
مدرسة خالد بن محمد
وصف عام
تقع مدرسة خالد بن محمد حاليًا في حي المناخ، في منطقة مركزية من الشارقة، كما يقع بجوارها مباشرة مبنيان تعليميان آخران: أحدهما المدرسة القاسمية للتعليم الأساسي للبنين وروضة أطفال تتبع النموذج الأولي لرياض أطفال طوقان والرئيس، حيث تشكل المباني الثالثة مجمعًا تعليميًا في الحي. والمدرسة عبارة عن مبنى من طابقين يضم أربعة وعشرين فصلًا دراسيًا، اثني عشر في الطابق الأول بالإضافة إلى خمسة مختبرات، ومكتبة كبيرة، ومسرح متعدد الاستخدام. كما يمكن الوصول إلى المساحات التعليمية عبر الممرات المظللة، وهي منظمة حول سلسلة من الفناءات المترابطة ببعضها البعض بأحجام مختلفة: فناء مركزي كبير مظلل، وفناء طويل وآخر ضيق بجواره، وأربع ساحات فناء أصغر تحيط بها.
يشار إلى أن مدرسة خالد بن محمد هي حاليا مبنى تابع لمؤسسة الشارقة للفنون وتستضيف بشكل مؤقتً باحثي معهد إفريقيا ومجلس الإدارة. و قد وضعت مؤسسة الشارقة للفنون التصورات لتحويل المدرسة إلى مساحة بديلة وذلك لأسباب غرار تلك التي اخذها ترينالي الشارقة للعمارة بعين الاعتبار. كما ان احد الاسباب الإضافية هو نية الحفاظ على المجمع التعليمي في منطقة المناخ لاستضافة البرامج ثقافية والفنية والتعليمية التي تقودها مؤسسة الشارقة للفنون في إمارة الشارقة بأكملها. كما ان الغرض من هذا المشروع مرتبط بالبدايات التعليمية للمبنى، وقد استلزم التجديد تكييف المبنى مع برنامجه الجديد ، مع تغييرات محدودة للغاية لا تضر بسلامة السمات المعمارية, وذلك على غرار مدرسة القاسمية المجاورة ،وقد تم تحويل الفصول الدراسية الاربعة و العشرين, وكل منها محددة بثلاثة سراديب مسطحة خرسانية مسبقة الصب, الى مساحات للعرض وورش العمل, بالإضافة الى مكاتب, و تم دمج فصلين دار اسيين متجاورين يشكلان جناحا لتشكيل مساحة اكبر غطت ستة سراديب مسطحة خرسانية مسبقة الصب (112 متر مربع) لتكون بحجم أكثر ملاءمة للمكاتب ومساحات ورش العمل ومساحات المعارض. وللغرض نفسه، تم فتح واجهات الفصل الدراسي المغلقة نسبيًا على جوانب الممرات بشكل طفيف عن طريق استبدال البابين الصلبين للواجهة المغلقة لكل جناح بأبواب زجاجية، واستبدال النوافذ المجاورة مباشرة للأبواب بأبواب زجاجية بنفس قياس تلك الموجودة. القصد من ذلك هو السماح بإلقاء نظرة على المساحات الداخلية دون تغيير الشكل المعماري لواجهة المبنى.
المعايير
01
أن يجسّد السمات الجمالية أو المادية أو المعمارية المميزة للاتجاهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لفترة معينة.
02
أن يعكس أداءً بيئياً مستداماً يتم قياسه كماً من حيث استخدام المواد واستهلاك الموارد والأثر البيئي على دورة الحياة بأكملها.
03
أن يساهم في تمكين الهوية الوطنية وإثراء التنوع لدى مجتمع الإمارات العربية المتحدة، أو يُعترف به مكاناً ذا صلة بالذاكرة الجماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
بيان الأهمية
تجسد مدرسة خالد بن محمد فترة فخر بالاستثمار الوطني في التعليم والمشاريع المدنية في جميع دولة الامارات العربية المتحدة. حيث بنيت المدرسة في عام 1981 بتكليف من وزارة التربية والتعليم في دولة الامارات العربية المتحدة كمدرسة ابتدائية للبنات، وهي تتبع نمط بناء يمكن رؤية في العديد من المدارس المماثلة في جميع أنحاء البلاد والتي يوجد أكثر من عشرين منها في الشارقة وحدها. وقد أصبح التصميم المنتشر في كل مكان مرادفا للمرافق التعليمية ويستند الى نموذج أولي في منتصف السبعينات طورته شركة الهندسة المعمارية الإقليمية خطيب وعلمي.
ومن خلال الإستراتيجيات المكانية للمخطط وعناصره المعمارية، يظهر المبنى استجابة حساسة لكل من مناخ دولة الامارات العربية المتحدة ورفاه الطلاب والمعلمين. حيث تنظم الفصول الدراسية المعيارية حول ست ساحات فناء مترابطة بصريًا متعددة المقاييس توفر بيئة مسامية لطيفة مع تهوية طبيعية. وتضيف المساحات المخصصة للحركة المظللة المحيطة والموجهة الى الجنوب مع الأروقة المزدوجة في الهواء الطلق شعورا بالراحة. ويمكن الشعور بالتهوية متقاطعة في الفصول الدراسية التي تمتلئ أيضا بضوء النهار الشمالي طوال اليوم.
وفي الشارقة، تم تخصيص الأحياء الملاءمة للمشي التي يعود تاريخها الى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بمدرسة واحدة للبنين، ومدرسة واحدة للبنات وفق نموذج مدارس خطيب وعلمي، بالإضافة الى روضة أطفال وحديقة تعكس أفكار التمدن في هذه الفترة. وكانت الأبنية مثل مدرسة خالد بن محمد جزءا من الحياة اليومية للحي وسكانه. وهي ما تزال تحتل مكانا في الذاكرة الثقافية الجماعية وهوية سكان الشارقة. ونظرا لأن وزارة التربية والتعليم أوقفت دورها كمدارس فإن المدارس التي تتبع النموذج الأولي لشركة خطيب وعلمي تعد أبنية واعدة جدا لاستضافة اشكال جديدة من المؤسسات الثقافية والتعليمية مثل ترينالي الشارقة للعمارة ومؤسسة الشارقة للفنون.